+++ اللة يدعو +++

تانيب او ندم

نعم يا أولادى , إن لكم درعاً ضد صغر النفس , و غطاء يحميكم من التأنيب.

لقد كان على دائما أن احمى أولادى من تأنيب الضمير و صغر النفس ..

إن بطرس المسكين , ما كان باستطاعتة على الإطلاق أن يعمل عملى , أو أن يقتنى الشجاع و الجسارة لكى يحيا لى , لولا أننى حوطت حولة بحبى الحنون الغامر. و لم تكن هناك حاجة لان أحمية , لا من غضب أبى الذى كلة حب , و لا من ازدراء أعدائى , و لا من استياء أصدقائى .. لا , و إنما كان على أن أحمية من بغضة بطرس لنفسة.


هكذا الحال أيضاً بالنسبة لاتباعى فى هذة الايام , حيث يأتيهم الخجل و الندم و صغر النفس من داخل نفوسهم الضعيفة , بينما المطلوب منهم , هو أن يكونوا أقوياء و شجعاناً لى .. حينئذ يكون على أنا , ان احميهم بمظلة حبى , و إلا فإنهم لن يستطيعوا على الاطلاق أن يستوردوا شجاعتهم , لكى يحاربوا و يغلبوا.

و لكن هذة المواجهة الحقيقة مع النفس يجب أن تحدث , أذ لابد أن يأتى الخجل و الندم أولا.

إنها مرحلة فى طريق التقدم , و لكنها مجرد مرحلة.

فما فائدة الاجنحة الجميلة للفراشة , إذا هى استمرت مرتبطة بالارض , مثقلة بماضيها الحقير (كدودة)؟ فإننى اليوم و الان , أقول لكما معاً: إنة يجب عليكما ألا تركزا الفكر و لو لمجرد لحظة واحدة فى خطاياكم , و أخطائكم , و تعدياتكم , و عاداتكم السيئة الماضية.

عليكم أن تكونوا مثل من يركض فى السباق , فهو يتعثر و يسقط , ثم يقوم و ينهض , و يجرى نحو الهدف .. لانة ماذا يجدية إذا هو تريث و أخذ يتفحص البقعة التى سقط فيها , لكى يندب حظة العاثر , و تأخرة , و قصر نظرة الذى أعاقة عن التقدم و تخطى العقابات؟

هكذا الحال أيضاً معكم – و أنا اضع عليكم هذا كوصية – ألا تلتفتوا ألى الوراء .. أعطوا لانفسكم , و لكل من يقابكم بداية جديدة من اليوم , و لا تتذكروا فيها بعد خطاياهم أو أخطاءهم , و كذلك أيضا بالنسبة لكم.

إن تذكر هذة الاخفاقات هو بمثابت تيار معاكس يعوق تقدم من يسبح عندما أرسلت تلاميذى فى إرساليتهم , أرسلتهم اثنين اثنين , و طلبت منهم إلا يحملوا معهم , لا مزواداً و لا ثوبين و لانقوداً كان ذلك أمراً منى لكى ينفذ حرفياً و أيضاً رمزياً. فعليكم فى رحلة الحياة أن تتخلوا عن كل ما ليس هو مهم .. اطرحوا خارجا كل المعوقات , كل النقائص القديمة التى للآخرين , و كل إحساس بالفشل.

سيروا فى الطريق بدون أثقال , بقلب خفيف حر غير مثقل , و القلب الخفيف الحر من القيود يعنى قوة لها وزنها.

يا أولادى , إنى أحبكم.